تعتمد توقعات السلع الأساسية في عام 2025 على خمسة عوامل رئيسية، كما ذكر المحللون في بنك أوف أميركا للأوراق المالية في تقريرهم عن السلع الأساسية للعام المقبل.
وتتراوح هذه العوامل، التي لكل منها آثار حيوية على ديناميكيات السوق، من الظروف الاقتصادية الكلية إلى أساسيات العرض والطلب عبر القطاعات.
التوترات الجيوسياسية والسياسات التجارية
ستستمر الحروب التجارية وعدم اليقين الجيوسياسي في إلقاء ظلالها على أسواق السلع العالمية.
يتوقع المحللون أن الرسوم الجمركية والحواجز التجارية الأخرى، وخاصة تلك التي تشمل الولايات المتحدة وشركائها التجاريين، قد تثبط النشاط الصناعي العالمي.
ويعمل الدولار الأمريكي القوي، بدعم من أسعار الفائدة المرتفعة، على تفاقم هذا الاتجاه، مما يجعل السلع الأساسية أكثر تكلفة في الأسواق الناشئة.
ومن المتوقع أن تؤثر هذه الديناميكيات على الطلب، وخاصة في قطاعات مثل المعادن الصناعية والمنتجات الزراعية.
ديناميكيات العرض في أسواق الطاقة
ومن المتوقع أن تظل أسواق النفط تعاني من فائض المعروض في عام 2025، مع تفوق نمو العرض من خارج أوبك على الطلب.
ومن المرجح أن تمارس زيادة الإنتاج من الولايات المتحدة والبرازيل وكندا، إلى جانب براميل أوبك+ الإضافية، ضغوطًا هبوطية على أسعار النفط، مع توقع أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 65 دولارًا للبرميل.
وفي الوقت نفسه، قد يتفوق الغاز الطبيعي الأمريكي على النفط، بدعم من انخفاض الإنفاق الرأسمالي والطلب القوي على الغاز الطبيعي المسال.
ومع ذلك، تظل المخاطر الجيوسياسية، مثل الاضطرابات المحتملة الناجمة عن التوترات في الشرق الأوسط، متغيرًا حاسمًا.
التحول في مجال الطاقة والطلب على المعادن
ومن المتوقع أن يدعم التحول الجاري في مجال الطاقة، مع زيادة الاستثمارات في المركبات الكهربائية والبنية الأساسية للطاقة المتجددة، الطلب على المعادن الحيوية مثل النحاس والألمنيوم والفضة.
ومع ذلك، من المرجح أن تشهد الأسعار تقلبات قصيرة الأجل مع خلق النزاعات التجارية والاقتصاد الصيني الأضعف لرياح معاكسة.
ورغم هذه التحديات، فإن ظروف العرض المحدودة، وخاصة في أسواق النحاس والألومنيوم، قد تدعم تعافي الأسعار في النصف الأخير من العام.
ضغوط السوق الزراعية
وتواجه السلع الزراعية آفاقًا مختلطة، حيث تظل الحبوب مثل القمح والذرة ضعيفة بسبب إنتاج المحاصيل القياسي وضعف الطلب العالمي.
وعلى العكس من ذلك، تتمتع أسعار السكر والغاز الطبيعي بإمكانية تحقيق زخم تصاعدي. ويضيف تأثير أنماط المناخ والطقس، إلى جانب احتمال تجدد التوترات التجارية، وخاصة بين الولايات المتحدة والصين، طبقة أخرى من عدم اليقين إلى القطاع الزراعي.
السياسة النقدية والاتجاهات الاقتصادية الكلية
إن مسار السياسة النقدية الأميركية، بما في ذلك توقعات خفض أسعار الفائدة بشكل أكبر، يلعب دوراً محورياً في تشكيل أسواق السلع الأساسية.
وفي حين أن أسعار الفائدة المنخفضة قد تدعم الذهب والفضة من خلال جعلهما أكثر جاذبية كأصول ملاذ آمن، فإن الدولار القوي لا يزال يشكل تحدياً للسلع الأساسية على نطاق واسع.
ويضيف نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي، المتوقع بنسبة 3.3% لعام 2025، خلفية متفائلة بحذر، على الرغم من استمرار المخاطر الناجمة عن التضخم والتباطؤ الاقتصادي في الأسواق الرئيسية.
