انخفض الدولار على نطاق واسع يوم الأربعاء في تداولات ما قبل العطلة، حيث هضم سلسلة من المؤشرات التي أكدت على مرونة الاقتصاد الأمريكي بينما قام المستثمرون بتقييم خطر أن يبدأ الرئيس المنتخب دونالد ترامب حرب تعريفات لن يفوز بها أحد.
أدى الانخفاض إلى مزيد من التراجع في مسيرة الدولار الأخيرة. كان عدد قليل من المتداولين مهتمين ببناء أو الاحتفاظ بمراكز قبل عطلة عيد الشكر الطويلة بالنسبة للعديد منهم والتي تتوافق مع نهاية الشهر. الأسواق مغلقة يوم الخميس وتغلق البورصات في وقت مبكر من يوم الجمعة.
وعلاوة على ذلك، فإن البيانات المنقحة التي تظهر ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي بمعدل 2.8٪ في الربع الثالث، كما هو متوقع ونفس تقدير الشهر الماضي الأول، لم تعزز كثيرًا من حالة تخفيف بنك الاحتياطي الفيدرالي مرة أخرى الشهر المقبل، على الرغم من أن المتداولين ما زالوا يميلون إلى ذلك، مما رفع الاحتمالات قليلاً إلى 67٪.
كما أن بيانات إنفاق المستهلك التي أظهرت تقدمًا في خفض التضخم لم تتوقف في الأشهر الأخيرة بينما احتفظ الاقتصاد بالكثير من زخم نموه القوي في وقت مبكر من الربع الرابع.
وقال بيتر كارديلو، كبير خبراء الاقتصاد في شركة سبارتان كابيتال للأوراق المالية في نيويورك: “لقد توقعنا جميعًا أن يرتفع التضخم قليلاً، لكن التضخم لم يخرج عن السيطرة. وهذا هو المفتاح”.
“يمهد هذا الطريق لخفض بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر/كانون الأول ثم ربما فترة توقف. لكن التوقف لن يكون على الأرجح بسبب بيانات التضخم، ولكن بسبب عدم اليقين بشأن التعريفات الجمركية التي فرضها ترامب. أعتقد أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يتوخى الحذر”.
ارتفع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي التابع لوزارة التجارة بنسبة 0.2% في أكتوبر، وهو ما يطابق المكاسب غير المعدلة في سبتمبر. وفي الأشهر الاثني عشر حتى أكتوبر، ارتفع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي بنسبة 2.3% بعد ارتفاعه بنسبة 2.1% في سبتمبر.
في حين ارتفعت طلبات السلع المعمرة في أكتوبر بنسبة أقل من المتوقع بلغت 0.2%، كانت طلبات إعانة البطالة عند 213 ألفًا أقل قليلاً من طلبات البطالة المعدلة بالزيادة في الأسبوع الماضي والتي بلغت 215 ألفًا، مما يشير إلى سوق عمل قوية.
انخفض الدولار/الين إلى أدنى مستوياته في حوالي خمسة أسابيع، وانخفض بنسبة 1.43% عند 150.91 مع تباطؤ التداول. ورفع ضعف الدولار اليورو بنسبة 0.74% إلى 1.0564 دولار. سجل زوج اليورو/الدولار أعلى مستوياته في أسبوع، بينما هبط مؤشر الدولار، الذي يقيس قيمة العملة الأميركية مقابل سلة من العملات بما في ذلك الين واليورو، إلى أدنى مستوياته منذ 13 نوفمبر/تشرين الثاني، وفي تعاملات بعد الظهر انخفض بنسبة 0.74% إلى 106.06. وهذا يعني انخفاضه بنسبة 1.9% عن أعلى مستوياته في عامين الذي سجله يوم الجمعة.
“قد يكون اليوم أكثر تركيزًا على جني الأرباح، على الأقل بالنسبة للولايات المتحدة خلال عطلة نهاية الأسبوع الطويلة. قال أمو ساهوتا، المدير التنفيذي لشركة كلاريتي إف إكس في سان فرانسيسكو: “لقد كان، كما قلت، أداءً هائلاً هنا ولا يزال قويًا للغاية”.
تسببت تعهدات ترامب يوم الاثنين بفرض تعريفات جمركية كبيرة على كندا والمكسيك والصين، أكبر ثلاثة شركاء تجاريين للولايات المتحدة، في انخفاض عملات هذه الدول وترك المستثمرين في حالة من التوتر.
زعم بعض المحللين أن مخاطر التضخم الناجمة عن التعريفات الجمركية والتخفيضات الضريبية المقترحة قد تمنع ترامب من إدخال المزيد من التدابير التخريبية.
قالت شيريل دونج، استراتيجية النقد الأجنبي في باركليز (LON:BARC): “إن الارتفاع الحاد الأخير في قيمة الدولار يقلل إلى حد كبير من قيم الأصول بالدولار خارج الولايات المتحدة وبالتالي يزيد من الحاجة إلى إعادة التوازن لبيع الدولار في نهاية الشهر”.
استفاد الين المتفوق في الأداء من الرهانات على رفع أسعار الفائدة في ديسمبر في اليابان، وتعديلات المواقف.
تسارعت عمليات بيع الدولار يوم الأربعاء بعد أن هبط الزوج إلى ما دون المتوسط المتحرك لمدة 200 يوم عند 151.99.
وقال ساهوتا “أعتقد أن هذا مهم إلى حد ما في سوق اليوم أيضًا، من الناحية الفنية”.
ولاحظ المحللون أن هناك بعض الارتياح لأن البلاد ليست في مرمى نيران التعريفات الجمركية المحتملة لترامب.
وقالت جين فولي، كبيرة استراتيجيي النقد الأجنبي في رابوبانك، “إن اليابان لديها يد قوية في التعامل مع المخاوف التجارية الأمريكية”.
وأضافت أنها “أكبر حامل للسندات الأمريكية في الخارج وأكبر مزود للاستثمار الأجنبي المباشر في الولايات المتحدة”.
دخل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وجماعة حزب الله المدعومة من إيران حيز التنفيذ يوم الأربعاء بموجب اتفاق يهدف إلى إنهاء الأعمال العدائية عبر الحدود الإسرائيلية اللبنانية. ورغم أن الحروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا لم تكن عاملاً كبيراً يوم الأربعاء، إلا أنها كانت بمثابة دعم للدولار كملاذ آمن.
وفي مقابل نظيره الكندي، انخفض الدولار بنسبة 0.18% إلى 1.4027 دولار كندي، بعد أن لامس أعلى مستوى في 4 أعوام ونصف عند 1.4177 دولار يوم الثلاثاء.
ولم يطرأ تغير يذكر على الدولار مقابل البيزو المكسيكي بالقرب من أعلى مستوى له يوم الثلاثاء والذي كان أعلى مستوى له منذ يوليو/تموز 2022، حيث بلغ 20.622 بيزو.
وصعد الجنيه الإسترليني بنسبة 0.81% إلى 1.267 دولار، وصعد الدولار الأسترالي بنسبة 0.34% إلى 0.6494 دولار أميركي، وصعد الدولار النيوزيلندي بنسبة 1.06% إلى 0.5896 دولار أميركي.
واستقر اليوان الصيني بعد انخفاضه بسبب أنباء التعريفات الجمركية يوم الثلاثاء. وانخفض الدولار بنسبة 0.15% إلى 7.245 مقابل الدولار.
وفي العملات المشفرة، ارتفعت عملة البيتكوين بنسبة 5.19% إلى 96,414 دولارا، لتستكمل مسيرتها التي وصلت فيها إلى ما يقرب من 100 ألف دولار الأسبوع الماضي.
